الثقافة عانت الكثير من تعريفها و كل يراها حسب زمانه و عصره و تطوره . هذه الكلمة التي إلى يومنا لا نصل إلى تعريف ثابت لها لذلك قد نعيش معها متاهات في تعريفها .
شيشر أول من سمي الفلسفة ثقافة الروح
وقد وصف المؤرخ الألماني غوستاف كليم الثقافة، وتحت تأثير فولتير, بأنها مجموعة الظواهر التي نلمسها في العادات والمعتقدات والأشكال النظامية.
أما الباحثيين الأمريكيين كريبير و كلوك قد عرفوا الثقافة بستة تعاريف أو ستة أبعاد وهي الوصفي والتأريخي والسايكولوجي والبنيوي والمعياري والتكويني. ومن الواضح أن هذا التصنيف ليس بالدقيق
. فالطراز الوصفي هو شكل كلاسي للتعاريف الأثنولوجية المبكرة وبينها تعريف أدوارد تايلور القائل بأن الثقافة أوالحضارة هي كلّ مركب يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقوانين والأعراف كذلك القدرات الأخري والعادات المستحكمة لدي الناس كأعضاء في المجتمع. ونقطة الضعف في هذا التعريف هي جانبه التعدادي. كذلك لايبتعد تايلور، بالأساس، عن تعريف كليم.
ونلقي التعريف ذاته لدي علماء أنثروبولوجيا الثقافة المعاصرين أمثال الأمريكية رث بينيدكت مؤلفة كتاب (نماذج الثقافة). أما التعريف التأريخي فيؤكد علي عامل التقاليد كمشرّع للثقافة التي تصبح، هنا، إرثا وحصيلة.
وفي التعريف المعياري تكون القواعد هي الخاصية الأساسية للسلوك الثقافي إضافة الي ما يسمي وحدة أسلوب الحياة المميّز لهذه الثقافة عن تلك. أما التعريف السايكولوجي فيراعي الآليات النفسية الناشطة عند تشكيل الثقافة أي عملية التعلم ونشوء العادات. وبين التعاريف السايكولوجية هناك التي تصف الثقافة كجهاز مكيّف (بكسر الياء).
أما التعاريف البنيوية فتتميز بالتركيز علي الطابع الكلي للثقافات وترابطاتها الداخلية. فهذه التعاريف تتكلم عن ثقافة معيّنة أو ثقافات مختلفة وليس عن الثقافة عامة. وما يميّز التعاريف التكوينية تأكيدها علي إيضاح أصل الثقافة ومنحدرها وقضية تعارضها مع الطبيعة، وطابعها كنتاج للتعايش الإجتماعي. ونلقي لدي تايلور التعريف نفسه رغم بعده عن النزعة البنيوية ........
و كما نرى لن نصل إلى تعريف معين و برأي الشخصي بأن الثقافة هي أخذ و عطاء و تخضع لتجربة الانسان الشخصية في قابلية التعلم تبعا لسلوكه و تبعا لمجتمعه و تكوينه .