ما علاقة الحب بحياة الانسان منذ الولادة والى مراحل الشيخوخه ؟
مادور الحب على صحة الانسان؟
وما تعريف الحب من المنظور الطبي ؟
حول هذه التساؤلات والتي لا تخلو من الأذهان ..نحاول الاجابة عليها على النحو التالي
لقد سمعتم على الأرجح عن قزامة سببها نقص الهرمونات والعوز الغذائي
ولكن قد يبدو لنا الأمر غريب اذا عرفنا ان هناك قزامة سببها نقص الحب !!
هذا ما يُطلعنا عليه طبيب الاطفال الدكتور غالب حلايلي حيث يقول
ان الحرمان العاطفي الأمومي عن الأطفال باب لأمراض كثيرة جسدية ونفسية
فبلل الفراش وقرض الاظافر ومص الأبهام كلها قد تنجم عن نقص الحب ..أما رأيتم
طفل السنتين يصرخ في وجه امه مقهورا انتِ ((لا تحبينني )) ؟
لهذا غلب على المحرومين من عطف امهاتهم أن يكونوا ضعاف الشخصية
عاطفتهم هشة ...وربما قصيري القامة سيئي ألنمو يتعرضون للأمراض اكثر
من غيرهم ..فالحب والعطف والحنان تقوي المناعة وغيابها يجعلنا فريسة
للأمراض من الطفولة حتى الكهولة !
ومن هذا المدخل يتطرق الدكتور الي ربط الحب بحياة الانسان بشكل عام وأهميته في حياته
وعلاقته بالامراض المختلفه ...فيعرف الحب في الطب ..بإنه اضطراب هرموني او حالة
كيماوية هرمونية تزداد فيها عدة هرمونات خلال مراحل الحب المختلفه مثل
هرمون الأمفتامين ...والأوسيتوسين ..والاندروفين والنورايبينفرين
ويضرب مثال لأفراز بعض تلك الهرمونات في مراحل الحب المختلفه ...فيقول
ان تلاقي العيون او شم عطر معين يُطلق عاصفة هرمونية من الدماغ الي الأعصاب
والدم ويزداد الأمفتامين وهو وسيط عصبي منشط مولد للسعادة والنشوة ويؤدي الي نشاط طبيعي
رائع غير معهود على الناحيتين الجسدية والنفسية ..فيخفق القلب ويتورد الوجه وترتجف الأيدي
وتحدث لذة بالغة لا تخفى على أوجه المحبين ! وكذا يزداد افراز الدوبامين الرافع لضغط الدم
والنورايبينفرين والفنايثلامين والنورا بينفيرين هو الهرمون المحفز الذي يجعلنا في لحظة اقويا
وهناك هرمون آخر يفرزه الفص الخلفي للغدة النخامية في حالة الحب يدعى (الأوسيتوسين )
وهذا بدوره يجعل الأعصاب اكثر حساسية ويقبض العضلات الملس ويزداد أثناء
الولادة حيث يقبض الرحم كما يساعد على افراز الحليب ..ويقال عنه انه يساعد على بث
مشاعر السكينة والدفء عند الاطفال من قبل امهاتهم ...ويزداد افرازه ثلاث مرات عند ((الرجال!))
اثناء ذروة اثارتهم واكثر من ذلك بكثير عند النساء في نفس ظروف الاثارة ..
ويقل بالتدريج هذا الهرمون حتى ينعدم بعد اربعه سنوات ومع ذلك تستمر الحياة العاطفية ولكن بشكل
مختلف ...رزين وهادئ اذ يفرز الدماغ مادة تشبه المورفين تسمى ((الإندروفين)) أو المورفين الداخلي
هذا الذي يعطي شعوراَ بالسرور والأطمئنان والسلام ولهذا نشعر بالاسئ والحزن حينما نبتعد عن المحبوب
وقد نسهر الليالي ونشعر باللوعة والحزن وآلام المعدة ..انه طور الحب المؤلم طور غياب اللذه واستبدالها
بالمعاناة والأرق .....ولكن السؤال هنا..هل نقع في الحب صدفة أم متى شئنا ؟
ويجب على هذا التساؤل الطبيب الامريكي (جون موني) مؤلف كتاب الحب وأمراض الحب
إننا لا نقع صدفة في الحب..فهناك في ((اللاشعور)) مجموعه من المعايير والصفات المحددة الي درجة
تجعلنا نختار من سنقع في هواه ..وفي الدماغ إيضا ما يدعى ((بخارطة الحب )) وهي سجل لكل ماهو
مثير أو منفر على حد سواء ودليل فريد على الشريك المثالي فإن أتي هذا الشريك المثالي وانطبقت عليه
(كل) الصفات وهو (نادر جدا ) أو بعضها وهو (الغالب) انطلقت إشارة ضوئية في الدماغ تقول انه
الـــحــــــب
ومن هنا تفسر تلك الظواهر في الحب وما تغنت به الاجيال من القدم الي يومنا الحاضر في الحب وبلاويه
وكل واحد يحافظ على خارطة حبه ...واجعلوه بينكم تعيشوا حياة سعيدة باذن الله
مع أمنياتي للجميع بإضافة حب صحيا ممتعه