[لمــاذا أراكِ على كلّ شيء
بقـايا بقـايا؟
إذا جاءني الليل ألقاكِ طيفا
وينساب عطركِ بين الحنايـا؟
لماذا أراكِ على كلّ وجهٍ
فأجري إليكِ وتـأبى خطايـا؟
وكـم كنت أهـــرب كي لا أراكِ
فألقـاكِ نبضا ســرى في دمايــا
فكيف النجـوم هوت في التـرابِ
وكيف العبيـــر غـــدا كالشـظايا؟
عيونك كانت لعمري صـلاة
فكيف الصـلاة غـــدت كالخطايا
لماذا أراكِ ومــلء عيوني
دمــــوع الوداع؟
لماذا أراكِ وقـد صـرت شـيئا
بعيـدا بعيــدا، توارى وضاع؟
تطوفين في العمــر مثل الشـعاع
أحسكِ نبضا وألقــاكِ دفئا
[وإن ضـاق دربي أراكِ السلامة
وإن لاح في الأفـق ليل طويـل
تضيء عيـونكِ خلف الغمامة
لماذا أراكِ على كلّ شيء
كأنـكِ في الأرض كلّ البشـر
كأنكِ درب بغيـر انتهـاء
وأن خلقـت لهــذا السفــر
إذا كنت أهـرب منكِ إليكِ
فقولي بربـكِ أين المفـر؟