]b]قصتي اليوم تدور احداثها أيضاً في التاكسي فكما تعلمون طبيعة هذا العمل يختصر نماذج كثيرة من البشر. ركبت السيارة كالعادة في الخلف سمعت حينها حديثاً بين السائق ورجلين وكان فحوى الحديث عن أم تركت اولادها بسبب خلاف مع الوالد وهم يقومون بأوراق الطلاق ويرفض اي طرف أن يقوم بحضانة الأطفال. طبعا حزنت جداً للموقف لاني تخيلته على نفسي فما ذنب هؤلاء الأطفال عندما يعوا ويعلمون أن اهلهما تخليا عنهما منذ الصغر. في اليوم الثاني تماماً عاودت ركوب تاكسي آخر وصادف أنني جلست بقرب امرأة في مقتبل عمرها وفي حضنها طفلتين جميلتين اعجبني تشجيع الام لهما واهتمامها بدرسهما فجاة صرخت الطفلة واشارت بيدها قائلة ذلك محل ابي فابتسمت للفتاة وقلت لامها: ما شاء الله ذاكرة ابنتك قوية, فضحكت ضحكة حزينة وتغيرت ملامحها وقالت لي: هو دائما يأتي يصطحبها من هناك. فهمت حينها أنهما منفصلان. ثم استرسلت قائلة لقد ضحيت بكل شيء من اجل هاتين الطفلتين كانت حالتي المادية جيدة ولكن زوجي لم يحافظ على هذه النعمة سافر وهناك احب فتاة أخرى وانجرف في عالم الماديات ونسي أن له عائلة تنتظره. لقد تنازلت عن مقدمي ومؤخري وحقوقي كاملة على أن يبقى الأولاد معي فهما كل ما املك ولا أريد أن اجعلهم يربوا في كنف زوجة اخرى قد تقهرهم وها انا اعمل على قدر استطاعتي لالبي لهما كل ما يلزم. لا تتصوروا كم كنت مذهولة لقد اراني الله نموذجان من الأمومة الأولى يكتنفها الأنانية والقسوة والثانية الطيبة والحنان فسبحان الله من يزرع بقلوبنا كل المشاعر لنعتبر ونسأل عنها في الآخرة. هل عرفتم الآن النعم التي انتم بها؟؟!![/b]