كثير من الفتيات وخاصة في عمر المراهقة والأحلام الوردية يهتممن باناقتهن ولبسهن ومظهرهن الخارجي. فقصتي اليوم تنطلق من هذا المحور.
في أيام الجامعة كانت لي صديقتين مقربتين وكنا لا نفترق أبداً ودائماً يحب زميلاتي الذهاب للسوق حتى يرون آخر الموضة والثياب الجديدة. أذكر كان يوم الجمعة والأسواق في ذلك اليوم غير مكتظة فالوقت ضيق جدا للصلاة. وأنا عكس باقي الفتيات لا أحب السوق ولا يعنيني لأن طبيعتي تميل أكثر للهدوء والأماكن الطبيعية البعيدة عن البشر والمدنية. أثناء تجولنا اذكر أن صديقتاي لم يتركوا محل لم يدخلوا اليه مبدين اعجابهم وآراءهم. أما أنا فكنت اقف في الخارج لا يلفتني أي شيء ليس تكبرا ولكن عدم اهتمام. وفي طريق الرجعة سمعت صوت عصفور الكنار مدويا في السوق يخترق ذلك الهدوء والبرود. اخذت التفت في كل الاتجاهات إلى أن وصلت لمصدر الصوت. كنار ابيض وله غرة محبوس في قفص. وقفت اتامله كانني حزينة عليه وزميلاتي مشين امامي دون أن انتبه. نسيت نفسي وانا اتامله في الأخير التفتت صديقاتي وضحكن واخذن يقولون: رشا لم يلفت نظرها في السوق كله إلا هذا العصفور. وفعلاً قد أكون مختلفة التفكير إلا أنني تأثرت. لأننا نقتل الجمال بأيدينا لانه مهما غرد هذا الطير طلبا للحرية ليس هناك من يسمعه لأننا لا ندرك الإنسانية في حرمان طير من أن يعيش حياة طبيعية. فما أقسى قلوب البشر!!