]size=16]دائماً نسمع قصص عن الحب بعضها موجع والآخر مؤثر.. يكون الطرفان فيهما كالطائران المحلقان في السماء ولكن سرعان ضغوط الحياة قد يطفئ شعلة هذا الحب ويغيب وهجها..
إلا زميلتي فاجد ان قصتها غريبة ولكنها نموذج جميل للتضحية..
ففي يوم كنت أتحدث معها عن القدر وان الإنسان لا يعرف ماذا يخبئ له المستقبل.. نظرت الي مبتسمة وقالت لي: أنا عندما كتب الله لي الزواج كان المشروع كله قد غاب عن بالي. نظرت اليها مستغربة فاستطردت, كنت قد بلغت نهاية الثلاثينيات واقتنعت بان حياتي رهن لخدمة اهلي, وفي زيارة خاطفة لاخي جاء زميله رأني وتكلم معي اعجب بعقلي وتقدم لزواجي.. ظللت 3شهور لم ارد جواباً عليه ولكنه اصر لمعرفة الجواب وظل يفكر فيني.. وقبلت لاني وجدت فيه الإنسان المتفهم والقادر على احتوائي. القصة لم تتوقف هنا.. فمع مرور السنين لم نرزق بولد. ذهبنا لعدة أطباء والكل يقول لنا أننا سليمين. اخر طبيب قال لنا يجوز لو تنفصلو وكل شخص يرتبط بانسان اخر قد تستطيعو الانجاب لأن هرمونات جسمكم متقاربة وقد يكون العائق للانجاب. نظر كل واحد منا للاخر لا انا أستطيع العيش بدونه وهو أيضاً فرضينا بقضاء ربنا. اشاهدتم أجمل من هذا الحب؟؟!! . قالت لي مرة جملة مؤثرة مع العلم أنها كلما تتحدث عن زوجها تلمع عيناها من شدة حبها له: أتمنى أن اعود لعمر 15سنة فأنا أحزن على السنين التي ضاعت على شرط أن افتش بين الناس على زوجي وأعود ارتبط به كي اكسب سنين أخرى من عمري معه. مع مجيء السوريين - طبعاً مع احترامي لهم- زادت المنافسة على اليد العاملة وطرد زوجها من العمل واستبدل مكانه بعمال سوريين. لم تترك زوجها على العكس قالت لي كنت دائما أحاول التمويه واتباع أسلوب لا اشعره بانه بلا عمل وبانه مازال المسؤول ورجل البيت إلى أن اكرمه الله بعمل آخر.
هذا مع التنويه أيضاً أن الله ابتلاها بمرض مزمن- وجع راس دائم- ففي مرة كنت مرشحة ومتضايقة التفتت عليي وقالت انا نادرة ندر لو يوم واحد ما يوجعني راسي اوزع خبز.. فالحمد الله على نعمة الصحة.
قصتها محفورة في ذاكرتي لأن سبحان الله ربنا لا يعطي الإنسان كل شيء دائما هناك شيء ناقص لاختبار صبرنا. فالله قد وهبها الحب والزوج الصالح ولكنه حرمها الصحة والانجاب.. فما هي مشاكلي أمام مشاكلها؟؟ وإلى متى يا ابن آدم لا تشعر بالنعم حواليك؟؟[/size]