تقلب صفحات الماضي حزينة يائسة...
فتخنقها عبرة شوق ونسيان ...
تمزق قلبها ليتناثر في هواء الظلم والطغيان...
فتسقط دمعة الألم على خدها الوردي الفتان...
لتدفن وجهها المبتل بين يديها بحنان ...
لعلها تخفف قليلا ولو قليلا من وطأة الحرمان...
تمتزج أحاسيس ومشاعر تشكل دوامة وكأنها طوفان ...
سعادة .. حزن.. وشوق يملاء الوجدان...
سعاة للماضي .. وحزن وشوق لهذا الزمان...
ترفع يديها إلى السماء وتدعو ليعيد بارئها إليها الأمان..
أمان قد سرق منها بغدر دونما إحسان..
للتخبط بين مساحات كان الخوف لها جدران...
فتعيش طفلة صغيرة بلا اطمئنان...
وتكبر ليكبر معها كرهها للمكان ...
فتصل إلى منتصف رحلة عصفت بها رياح النكران...
على متن سفينة كان الرعب لها قبطان...
تسيير ببحر كان الغدر له عنوان...
وسماء قد أظلمت واخفت نجومها لتبدلها شهبا كا النيران...
وجزر في بحر الغدر ثارت بها حمم البركان ...
اجل.. فقد كانت قلوب القساة جزرا لبراكين الظلم والعدوان...
مسكينة تلك الفتاه لا تمللك سوى قطرات دمعات تواسيها ...
في زمن الشقاء والبؤس تتمنى لو أن كل النفوس تصافيها ...
رغم أنها لم تقترف ذنبا يجعل تلك القلوب تعاقبها وتجافيها...
تتمنى لو يأتي يوم تدللها في الأيام وتجاريها...
تتمنى أن تلتفت يوما لتسمع صوتا يناديها ...
لو أن هناك شخصا متلهفا يريد أن يلاقيها...
يضمها لحضنه الدافئ ليذيب ثلوج الألم في أعماقها بل في دياجيها...
شخص يعشقها ويغدقها بحنان كان مطويا في صفحات الحرمان ليضيء به ظلمت لياليها...
شخص يحل محل قطرات الدمع التي تواسيها...
ما ذنبها في هذه الحياة ؟!
هل ذنبها بأنها كبرت دون أعظم شخصين في حياتها؟!
هل ذنبها بأنها عاشت يتيمة ؟!
لماذا تعاقبها الدنيا بأن تبدلها بأقسى الناس ليكون لها أبا...
واضعف الناس قناعة لتكون لها أما...
هكذا هي الحياة أحيانا تعاقبك بذنب لم تقترفه ...
وأحيانا أخرى تبتسم في وجهك لتعيش حلما ورديا رائعا ...
قد تكمل هذا الحلم حتى النهاية ...
وقد تصفعك الحياة مجددا لتستيقظ وتجد كل نعيم قد تحول إلى جحيم ..
قد تعيش وحيدا دائما وقد تجد من تشاطره لحظات السعادة والألم...
قد تتحدى هذه الحياة وتنتصر بالإصرار والاراده وقد تجثو على ركبتيك بعد أن أنهكتك محاربتها ...
أنها الحياة الحياة ... فهل لك أن تقف في وجهها ....