انا والبحر.. قصة طويلة..حبكتها الرمال، لحنتها خيوط الشمس النارية، وغناها الموج...
انا والبحر.. حكاية الصياد فوق صخرةٍ، شيمته الصبر..
انا والبحر.. رحلة شمسٍ، انطلقت مع بداية الزمان، استقرت بين الأمواج،
وتستمر نحو المجهول الى ما لانهاية..
انا والبحر.. تناهيدُ قلبٍ غذاه الحب، مزقه الشوق، وأحياه الأمل..
انا والبحر.. حديث لا ينتهي.. بسكونه وثورته، بحريته وقيوضه، بحلمه وغدره..
كم هو ساحر تأمله من بعيد، ومراقبة أشرعة تتخفى وراء الأفق، تهرب من شاطئ
صخري يعيق الخطوات، تبحر الى المجهول، علّها تصل إلى حدود الشمس، وتدفن في
اعماقه احزان دهرٍ وآلام الروح.. لذلك يصعب الغوص في أعماقه ويتجنبه
الكثير خوفًا من خفاياه.. لا يعلمون ان فيه مرآة لكل روح.. لا يعلمون ان
في اعماقه اغلى الدرر واروع عالم، يخافون من غضبه وينسون حلمه.. يرمونه
بحجارة يحاولون تلويثه لتهجره الحياة..لا يدركون ان الشمس تمده كل يوم
بأمل جديد وتذوب فيه اجمل الأحلام..وسيبقى الموج يركض وراء الموج في شمس
المسافات.. ناحتًا صخر، خافيًا أسرار، مراقبًا اياهما، يده على خصرها
يغوصان في بحرهما مبحرين نحو عالمهما ليعيشا "أحلى دني"