كلما لاح الأسى بعيني
كانت صورتك هي الأمل بالحياة
لكنها المسافة تحذفك من قائمة القادمين
وتبقيني منتظرة في ذات المحطة
وعمري يتوه وسط زحمة الناس
وسط مشوار العمر الذي يمشي وأنا متوقفة
أنظر .. انظر فقط
دون أي حراك
..
أقف
والبرد يتلذذ بضرب عظامي
اتلحف بيدي معانقة طيفك الهارب مني إلى أعماقي
وانتظر مرورك
عاماً يعانق عاماً آخر
وأنا هنا ..
الوجوه تتغير
والطقس يتغير
حتى البناء العتيق تغير
وأنت لم تأت بعد
في لحظة من العمر
ادركت انى وحيدة
انتظرتك وهماً عانقته لسنين
وأضعت كل ما عندي من أجله
هل كنت بهذا الغباء حتى لم أدرك أني مجرد نزوة هوى
مرت ذات ليلة ورحلت مع أول خيط أبيض في سمائنا السوداء
كالقمر الذي شبهتني به في ذلك الوقت رحلت أنا من ذاكرتك
كم أكره القمر ..
كلما رأيته أصابني الألم
والخوف مما تبقى
ومع ذلك ما زلت أمسك الوردة التي ذبلت
منتظرة قطارك الابيض
..
قررت أخيراً أن انهي حياتي
وقطعت وعدأً أن أنساك
وأن أعطي القطار الابيض وجهي
وارحل من هذا العالم دون عودة إلى هنا
..
انتظرت شعاع الشمس يفترش الأرض القاسية
وبدأت أخطو
خطوتي قادتني
نحو القطار
فضلت أن انتهي
أغراني منظر الدماء في ذاكرتي
وشعرت بطعمه في حلقي
رغم كل الإنتظار لم يبقى إلا القليل
سيأتي القطار وينتهي كل شيء
في نفسي قلت : لن يخذلني القطار هذه المرة
لن انتظر دون فائدة
سأبتسم .. نعم سأبتسم
هاهو القطار الابيض قد اتي
اقبل والشوق يسبقه
هاهو هناك يجري نحوي
كم أعشقك
كم أعشق رؤيتك
انتظر قدومك كل صباح
ورحيلك
أتابع مواعيدك
وأرقبك بكل الحب
..
انه يقترب
يكاد يلتصق بي
ارتطم القطار بصدري
آهاتي كسرت صراخ الواقفين
صمتوا .. أخرسهم الخوف
ثم ..
تهاوى جسدي
سقط على الأرض
وتوقف النبض
هكذا انتهى كل شيء
..
لم اكن اعرف
ان هذا القطار هو المنتظر
نزل هو سريعا من القطار
غاص في زحام الناس المذهولة
ألقى نظرة على الجسد المسجي امامه
وباشمئزاز
رحـــــل