اشكوك يا بيروت ام اهواك
شكوى جريح ضمه ذكراك
قد كنت سفيرا للجمال وايه
يتلوه في سمع الدنيا ابناك
خطت يد الرحمن حروفه
واللحن وقعه بنان ملاك
الارز يلقى الموج يفضي سره
فيبثه الاشواق كي يلقاك
في الروشة الثملى تعانقت المنى
خل يهادي خله رياك
بيروت يا سحر المشارق كلها
ما صار شرق في العلا لولاك
كم قالت الشعراء فيك قصائدا
هل من قصيدة في الوجود عداك
بيروت يا وكر الهوى ونبعه
لم يشدو طير بالحنين سواك
بيروت انت الدوح في افيائه
قال المعنى والهوى غناك
قد كنت كاسا للطلا وشرابه
ما طاب شرب للورى كطلاك
اوه يا بيروت ماذا يبتغي
صم القلوب على اديم ثراك
هل ساءهم سحر الجمال فاشرعوا
كل السهام تحط في احشاك
هم امطروك بوابل من حقدهم
فاحمر من جمر الجنون سماك
القلب يا بيروت ارسى سهامه
في كل ضلع من ضلوع بناك
قالوا العروبة مبدء وعقيدة
فيها تباح المحرمات فداك
يا ويل امتنا وويل رؤوسها
كم صدقت من مجرم افاك
ابكيك يا بيروت ام ابكي الذي
خان العهود ولم يفده قراك
باعوا فلسطين وباعوا اهلها
لم يجد ندب او انين بكاك
الشام يا بيروت تنعي حظها
فالوغد وغد بالدمار رماك
تبا لنيروب وكل جنوده
تبا له من حاقد سفاك
ان تحرق النيران زهر ربوعنا
فالفجر ات من ظلام سماك
الكل يرمي الكل في اخلاقه
والكل من كاس الردى اسقاك
والناطقين بسنة نبينا
كالصخر صم ما دروا بلواك
سدوا القلوب واغلقوا ابصارهم
فالقلب اعمى والعيون بواك
اواه يا بيروت انا ها هنا
نبكي دما هل نوحنا اشجاك
القدس يا بيروت تبكي مثلما
تبكي العروبة والوفاء عيناك
ماتت عروبتنا ومات وفاؤنا
فانهد صرح العز من دنياك
الشام حيرى والعراق جريحة
والقدس تصرخ والربوع شواك
بيروت ضمي الجرح لا تتقياءي
فالجرح جرحك والدماء دماك
لا عاش يا بيروت من هان الأسى
في عينيه او بالسهام رماك
بيروت انت التاج في هام العلا
لولاك ما كان السنا لولاك
بيروت ان ارخى الدجى استاره
لا بد يوما ان يهل سناك
والله يا بيروت ما عز الذي
من كيده وبحقده ادماك
مهما الليالي اظلمت وتلبدت
فالفجر فجرك واللواء لواك
اهواك يا بيروت مهما زيفوا
اهواك مهما دبروا اهواك