تخيلوا أعزائي الحياة بدون حب... كيف ستكون؟ بالتأكيد ستكون حياة بلا طعم ولا لون... الحب هو أساس
الحياة وعمودها الفقري، فمنذ نولد ونحن نتغذى على الحب الذي نرضعه من أمهاتنا ثم ممن حولنا من أفراد المجتمع حسب قربهم لنا. ..لذا لا يستطيع الإنسان الحياة بدون أن يحاط بالحب والاهتمام، والإنسان
الذي لا يتذوق طعم الحب يعاني من نقص داخلي، تماما كنقص الفيتامين للجسم، وبالتالي يعاني من
المرض النفسي فتجده منزويا كارها للحياة ...الحب ليس مجرد غريزة فطرية تجعلنا متعطشين لها ..بل هو هبة من الله ونعمة تعطي أرواحنا وأجسادنا
القوة والمناعة ضد العديد من الأمراض ،وقد أثبتت الدراسات الطبية أن الأطفال الذين يتربون قرب
أمهاتهم ويحصلون على الرضاعة الطبيعية والحب والحنان يكونون ذوي مناعة جسدية وصحة جيدة
أكثر من الأطفال الأيتام الذين تربوا بدون أمهات ...
مما يعني أن الحب يشكل مصلا واقيا من الأمراض النفسية ويساعد على شفاء الجسد بسرعة في حالة
تعرضه للمرض وهذا مايفسر شفاءنا بسرعة أثناء المرض عندما نلقى الحب والرعاية من قبل الأم أو
الزوجة أو الزوج ...
إذن لايمكن للإنسان أن يعيش بدون حب لإنه عبارة عن مشاعر وأحاسيس تذبل بدون حب وتنتعش بمزيد
من الحب والحنان ..
فإذا كان الحيوان والنبات يحتاجان للحب حسب الدراسات الحديثة فهل يكون الإنسان أقل منهما حاجة
للحب ؟
الحب يجعل للحياة معنى وهدف ويعطينا طاقة داخلية تدفعنا لمقاومة ضغوط الحياة وقسوتها ...
فعندما نواجه صدمة ما أو حادثة مؤلمة نحتاج لكتف نبكي عليه وصدر حنون يضمنا ولا حب في العالم
يوازي حب الأم وعاطفتها الثرية ...
وكلنا يلجأ أول مايلجأ في الأزمات لأمه ليفرغ شحنات الألم عندها ويتزود بالقوة والحب من جديد ...
فسبحان من وهب الأم هذه العاطفة الجياشة التي تتحدى كل مصاعب الحياة لتزود عائلتها بأهم فيتامين
في الحياة وهو الحب ...
فيتامين الحب لايباع في الصيدليات ولا يشترى بالمال ولكنه مخزون عند كل إنسان يملك الإحساس
وتربى على العطاء ..
الحب قد نجده عند صديق أو أخ أو ابن المهم أن نقابل الحب بالحب ولا نهمل الحب يوما أو نكون له من
الجاحدين لإن الحب نبتة خضراء تنمو بالرعاية وتموت بالإهمال ...ومن ثمار نبتة الحب يصنع فيتامين
الحياة ....
لاتنس أن تتناول قرصا من فيتامين الحب يوميا قبل ذهابك لمقر عملك ...صدقني سيكون يومك سعيدا ومميزا.