ن البحر يناديك"..
المستقبل - الخميس 26 حزيران 2008 - العدد 2999 - شباب - صفحة 11
دارين العمري
البحر. ليس من شيء يضاهي جماله الأزرق البعيد في الصيف. يغويك إلى ملامسته، إلى الغوص في أسراره، والتقلب بين أمواجه. تذهب راضخاً لمشيئته راضياً مستلذاً في أساليب إغرائه. إذا هي معادلة الصيف والبحر معاً: الشمس الحارقة وبرودة مياهه. رائحة السمك الصغير والأعشاب البحرية تتمدد إلى كل أجزاء الجسم، فتخدره. صوته الذي يهمس في أذنيك ويتشارك معك أسراره. توضب حقيبة البحر. المايو. المنشفة. الكريم المسمّر. ثلاثة أغراض أساسية تتزود بها في رحلتك المنتظرة.
تذهب إلى يوم طويل من الراحة. وهناك، "تفترش" جسدك على الرمال الناعمة تدلل الحبيبات بين أصابعك كطفل صغير طري الجسم، فتتناثر كشلال من حبوب ذهبية اللون. ترى أطفالاً يرسمون دوائر رملية متفاوتة الأشكال أو يصنعون جبالاً وقلاعاً وودياناً وطرقاً لتمرير المياه بينها.
أجساد كثيرة تتمدد حولك على صفحة الرمال قبالة الصورة المتحركة للبحر. أجساد بيضاء تصبح حمراء، وأخرى سمراء تصبح أشد سمارا أو سوادا. كريمات كثيرة تصبغ فيها الأجساد، هذا على جزر. وذلك يتضمن في محتوياته أعشاباً مختلفة ومعطرات. قليل منها كاف لجعل البشرة لامعة وبراقة كجلد السمك تحت أشعة الشمس. برونزاج يصبح سمة اساسية من مظاهر الصيف. لا مكان للابيض هنا. الابيض لفصل الشتاء والاسمر للصيف. معادلة أخرى يبتكرها الناس فيكثرون من تناول عصير الجزر المشروب المفضل لعشاق البحر والسمرة.
تستلم للبحر، تغفو على صفير مياهه، وتنسج أحلاماً وخططاً مستقبلية. تشعر أن الدنيا في متناول يديك. هو سحر البحر إذا، يسحرك، يحولك إلى جنية بعصا خشبية. مارد مثله. ضخم بحجمه. يصبح لكل شيء جماليته المميزة. أنت سعيد، لديك البحر وعلى جنباته ترى الجبال، جبالاً زرقاء كلونه. تنظر إلى البعيد، ترى ما يوجد في البعيد، سفينة قد تحمل عشاقاً، مملكة اسماك تعيش بعيدا من عبث أيدي البشر، حوتاً يسبح في مياه باردة حالماً ان العالم كتلة مياه له فقط. تغفو على أفكار صغيرة، تخترقها أصوات بعيدة. اصوات أطفال يلعبون ونساء يثرثرن ورجال يتحدثون بأمور كثيرة. ينتهي اليوم بسرعة. تتثاقل في نهوضك عائداً إلى عالم آخر غريب، مليء بالضوضاء والضجيج. تلقي نظرة أخيرة، على أمل ان تلتقيه في يوم قريب آخر.
منقوووووووووووول